سميحة المناسترلي تكتب: النهضة الثقافية تحتاج مجلس متكامل العناصر
اذا أردنا ان نحقق ثورة ثقافية، تنهض بفكر ووعي المواطن، فبكل صراحة لن نكتفي بهذا التشكيل فقط أبدا، وهذا ليس سُبة والعياذ بالله في من تم اختيارهم (لكبر السن)، بالعكس فالإبقاء على الهوية الثقافية الأصيلة شرطه مشاركة أصحاب الخبرات التراكمية المتنوعة، لقدرتهم على تمرير خبراتهم المختلفة للأجيال الحالية والمستقبلية، ليس فقط في مجال الفكر والفن والتراث الشعبي والإبداع للحفاظ على الهوية وما إلى ذلك .
نحن نحتاج لتنوع الخبرات المختلفة بصورة جامعة شاملة للعلوم والفنون، والتقنيات والطب والهندسة الوراثية، جنبا إلى جنب مع من يمتلك الخبرات المتجددة والمعارف المتنوعة والتقنيات المختلفة والذكاء الاصطناعي والعلوم الكونية والسيبرانية، هذا احتياج مُلح اليوم لخلق نهضة ثقافية حقيقية متكاملة متنوعة، تواكب ثقافة الدول المتقدمة .. نحتاج لثقافة ترتقي بالمجتمع وتحضر فكره وسلوكياته وأخلاقياته وبوعيه .
فنحن نحتاج لمشاركة متخصصين في علم الاجتماع و الإنسان والطبيعة -الانثروبولوجيا- و البيئة و الطاقة المتجددة .. فلا ثقافة ولا تحضر دون إستيعاب ومشاركة هذا التنوع الثري، حتى نستطيع الغوص في اعماق النفس البشرية، وتغذيتها بما تم التراجع عنه، واستكمالاً لكشف سبل التطور المختلفة الأسرع والأعمق تأثيرا.
النهضة الثقافية لا تعتمد فقط على عناصر الفن والفكر والأدب والشعر، بل تعتمد على فهم طبيعة الإنسان .. وحتى يتم التغيير بأسهل الطرق وأسرعها علينا بتغذية الروح، وتطوير العقل وإعماله، ومزجه بكل ما هو جديد (دون المساس بهويته الحقيقية الأصيلة) .
لذلك على من يريد القيام بثورة ثقافية واقعية مكتملة الأركان، لنشر وعي حقيقي، علينا القيام بإنشاء مجلس ثقافة متوازن يجمع الأجيال المخضرمة بخبراتها الأصيلة، مع أجيال جديدة مؤمنة بالتطوير والمزج المؤثر بمساهمة فعالة غير مخلة بالهوية وبصمتها الراسخة . .
يجب أن تكون هناك نخبة متنوعة، متحققة من عناصر القوة الناعمة تضم المفكرين والكتاب، والعلماء والباحثين وغيرهم، ولن تنجح أي محاولات لاسترجاع نهضة ثقافية حقيقية - بتكوين - لم يكتمل بباقي العناصر الثقافية العلمية والتعليمية الكاملة اللازمة لإحياء القدرات العظيمة لقيمة المواطن المصري الذي يسعي لاسترجاع ما فقده من تراجع ثقافي بالعقود الأخيرة .