ضيوف مهرجان البحرين السينمائي افتقاد المهنية وانحسار دور العرض وانتشار المنصات..أهم تحديات الصناعة السينمائية في الوطن العربي
الخميس 6 نوفمبر, 2025خفتت الأضواء وتراجع الوهج، بينما كانت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان البحرين السينمائي التي أقيمت تحت شعار " أفلام قصيرة..حكايات عظيمة" في الفترة من 30 أكتوبر - 4 نوفمبر 2025 في مجمع مراسي ( جاليريا)، تختتم أعمالها وتودع ضيوف المهرجان.
ووسط التصفيق وكلمات الشكر والتهنئة والإشادة بإيقاع فعاليات المهرجان التي حملت الكثير من الوعي الفني، والحراك الثقافي، طرحنا السؤال: ”ما هي تحديات الصناعة السينمائية في الوطن العربي“
الكاتبة والسيناريست مريم نعوم كانت أول من أجاب وقالت: إن أهم التحديات التي تواجه الصناعة في الوطن العربي تكمن في عدم الاهتمام بالتحضير والتفاصيل، موضحة أن أكثر القائمين على الصناعة لا يمنحون العمل الفني الوقت الكافي للتحضير الذي ينتج عنه العمق، وهو ما ينشده المشاهد ويحقق التوازن المطلوب بين نفقات العمل الفني، والمردود العائد منه، مشيرة إلى إن عدم الاهتمام بالتفاصيل يعني التعامل مع التفاصيل من منطلق إنها مجرد قشور سطحية.
وأكدت مريم نعوم أن دراسة العمل الفني من كافة جوانبه تجعله يترك أثراً في ذاكرة المشاهد، مشيرة إلى إن المشاهد العربي لا يزال يذكر مشاهداً وجملاً حوارية بعينها من الأعمال السينمائية والدرامية القديمة وحتى فترة التسعينات، وذلك يعود إلى التحضير الجيد والاهتمام بالتفاصيل التي تجذب المشاهد وتجعله مرتبطا بالعمل الفني.
وتطرقت نعوم إلى قلة عدد دور العرض في البلاد العربية، والذي يعد تحدياً أخر أمام الصناعة، مضيفة: نحن لا نمتلك في الوطن العربي دور عرض تكفي عدد الأفلام المنتجة، بالإضافة إلى تركز هذه الدور في العواصم والمدن الكبرى، مؤكدة إن مصر التي بدأت السينما فيها منذ 129 عاماً كانت تمتلك سينمات ودور عرض في كل المحافظات المصرية، بخلاف اليوم.
وطالبت نعوم بإنعاش البنية التحتية، وزيادة عدد السينمات التي ستظل تجذب الأجيال الصغيرة، والتي لاتزال هي أفضل من الشارع والمقهى لهؤلاء.
ومن جانب أخر أكدت الإعلامية الدكتورة بروين حبيب أن الزمن يعد التحدي الأكبر الذي يواجه الصناعة السينمائية والدرامية في الوطن العربي، مشيرة إلى أن العالم اليوم يواجه زوبعة السوشال ميديا، وسرعة الإيقاع، وأن بعض المخرجين والمنتجين يؤكدون أنهم في اتجاه إنتاج مسلسلات، لا تتجاوز مدة الحلقة الواحدة الدقيقة، موضحة أن هذا التوجه جاء انعكاساً لمتطلبات الجيل الجديد الذي ليس لديه وقت لمتابعة الأعمال الفنية الطويلة.
وأكدت د.بروين أن المنصات تعد إحدى التحديات المهمة التي تواجه الصناعة، معلقة: نحن انتقلنا من الشاشة إلى أثير حر، مشيرة إلى إمكانية الاستفادة من هذه المنصات في جذب هذا الجيل إلى الفن الذي يتصف بالدفء والإنسانية.
وعلق الفنان قحطان القحطاني: أن البلدان العربية بشكل عام تعاني من انحسار الصناعة السينمائية، وأن الوضع في منطقة الخليج يختلف عن بعض الدول العربية الأخرى، لافتقادها للبنية التحتية للصناعة السينمائية، وأضاف: أن هذه الصناعة تتطلب العديد من العناصر لتؤسس لها تواجد فعلي في الحياة الاجتماعية والثقافية في المنطقة، وأن تجارب بعض الشباب السينمائية تظل مجرد تجارب لإشباع الشغف والطموح.
ويرى المنتج المصري مصطفى متولي أن التحديات التي تواجه الدراما والصناعة السينمائية دائما موجودة، مؤكداً أن تحقيق المعادلة التي يمكن بوجودها مواجهة هذه التحديات والانتصار عليها تتطلب وجود نصوص قوية، ومحاولات جادة ومنضبطة لإنتاج مهني، وتوفر الفريق الفني والمهني المناسب والمتوازن مع عناصر الإنتاج، مشيراً إلى أن المجموعات المهنية المتعاونة تحد من مخاطر العمل، وتعطي فرص الاستحقاق للمشروع الفني.
هنا توقف الكلام وبدأ الضيوف في مغادرة المهرجان، يغادرون ومعهم يحملون أحلامهم، ويحلمون بصناعة سينمائية ودرامية تشبع الشغف والطموح، يحلمون رغما عن كل التحديات.