كيف ساهم أحمد السمالوسي في نشر ثقافة الزراعة النظيفة والتربية الطبيعية للحيوانات؟
في ظل تزايد المخاوف من الأمراض المرتبطة بالغذاء، والقلق المتصاعد من الأطعمة المصنعة والمليئة بالمواد الكيميائية، أصبح الحديث عن “الزراعة النظيفة” و”الإنتاج الحيواني الطبيعي” أمرًا ضروريًا، بل ومطلوبًا بشدة.
ومن أبرز من تبنّى هذه الفكرة ونجح في توصيلها للمجتمع المصري والعربي بأسلوب بسيط ومقنع، هو الشاب الريفي أحمد السمالوسي، الذي استطاع عبر فيديوهاته ومزرعته الواقعية أن يُحدث تغييرًا حقيقيًا في وعي الناس.
ومنذ اللحظة الأولى لبدء مشروعه، اختار السمالوسي أن تكون الزراعة التي يمارسها خالية من الكيماويات والمبيدات والأسمدة الصناعية، وبدأ بزراعة بسيطة على الأسطح باستخدام أنظمة الزراعة المائية، ثم تطور الأمر ليزرع بنفسه الخضراوات والأعلاف الطبيعية التي يتغذى عليها إنتاجه الحيواني، في دورة إنتاجية مكتملة داخل المزرعة.
وكان يؤمن أن صحة الإنسان تبدأ من صحة ما يأكله، لذلك جعل قاعدة مشروعه: “لا نستخدم إلا ما نأكله نحن، ولا نبيع إلا ما نثق فيه.”
وواحدة من النقاط الفاصلة في مشروع أحمد السمالوسي هي رفضه استخدام الهرمونات والمضادات الحيوية غير الضرورية، أو الأعلاف مجهولة المصدر.
فالدواجن في مزرعته تتغذى على الحبوب والخضروات وبواقي الزراعة، أما العجول والماعز فتُربى على أعلاف طبيعية يصنعها بنفسه من الذرة والعلف الأخضر والتبن، مع الالتزام بجداول صحية مدروسة للتسمين، وهذا الأسلوب جعل منتجاته، سواء لحومًا أو بيضًا أو حليبًا، تلقى قبولًا كبيرًا من المتابعين والعملاء، لأنها “نظيفة وآمنة”.
ولم يتوقف السمالوسي عند الإنتاج، بل جعل من محتوى الفيديوهات التي يقدمها وسيلة لتثقيف الجمهور وتغيير سلوك المستهلك.
ويعرض في مقاطعه اليومية طرق تربية الدواجن بطريقة طبيعية، وكيفية زراعة الخضراوات بدون كيماويات، وأهمية التربية المنزلية لتوفير غذاء نظيف، ومقارنة بين الأكل الصناعي والطبيعي، وتُعد هذه الفيديوهات مصدرًا توعويًا هامًا، خصوصًا للنساء والأسر الباحثة عن بدائل صحية للأطفال.
وقد حصدت هذه المقاطع مئات الملايين من المشاهدات عبر تيك توك، فيسبوك، يوتيوب، وإنستجرام، وبدأ كثيرون في تطبيقها داخل بيوتهم، سواء في الشرفات أو الحدائق أو الأراضي الصغيرة.
وما يميز السمالوسي أنه لا يدّعي المعرفة، بل يُجرب ويُخطئ ويصحح، ثم يُشارك التجربة مع الناس، وتجربته كانت واقعية جدًا، لذلك لاقت صدى واسعًا، لأنه بدأ كما يبدأ أي شخص من لا شيء، وبأدوات بسيطة، لكن بحب شديد للطبيعة وإخلاص للفكرة.
وتحول مشروعه من مجرد وسيلة دخل إلى رسالة بيئية وإنسانية، هدفها تقليل الاعتماد على المنتجات التجارية الضارة، وتمكين الناس من إنتاج غذائهم بأنفسهم، وتشجيع العودة للطبيعة كأسلوب حياة
زمن خلال المتابعة اليومية لما يقدمه السمالوسي، نجد أن كثيرًا من الأسر المصرية بدأت، تزرع الخضراوات في بلكونات منازلها، وتربي طيورًا في أماكن بسيطة لتوفير بيض نظيف، وتتجه لشراء منتجات طبيعية بدلًا من التجارية، بل إن بعض المتابعين بدأوا مشروعات صغيرة بناءً على خطواته، سواء في تربية الأرانب أو البط أو حتى الزراعة في جالونات بلاستيكية، وهو ما يعكس حجم التأثير الفعلي الذي حققه.
وحقق مشروع السمالوسي في أرقام، 1.6 مليون متابع على تيك توك، و 1.5 مليون على فيسبوك، و 500 ألف على إنستجرام، و300 ألف مشترك على يوتيوب، ومزرعة تضم أكثر من 8 أنواع من الحيوانات والطيور، وإنتاج نباتي وحيواني متكامل داخل دورة نظيفة.
وأهم رسالة يكررها السمالوسي في فيديوهاته هي أن كل بيت قادر على إنتاج طعامه، مهما كانت المساحة أو الإمكانيات.
ويرى أن الزراعة النظيفة والتربية الطبيعية لا تحتاج إلى أرض واسعة أو ميزانية ضخمة، بل إلى فهم بسيط واهتمام حقيقي، ويؤكد دائمًا أن ما يزرعه الإنسان بنفسه له طعم مختلف، وإحساس مختلف، ونتائج صحية حقيقي.