أتمنى أن يستمتع كل الهواة والمحترفين في مجال الكرة ببطولة كأس الأمم الأوروبية "اليورو" التي تقام لأول مرة في التاريخ في 11 ملعبا مختلفا ضمن احتفالات الإتحاد الأوروبي "الويفا" بمرور 60 عاما على تأسيس البطولة. الهواة سيستمتعون بالبطولة لأنهم سيشاهدون كرة قدم على اعلى مستوى من الاحترافية والتي ظهرت منذ مباراة الافتتاح بين إيطاليا وتركيا وسيتابعون أبرز نجوم الكرة في العالم وسيعرفون القيمة الحقيقية للرياضة السامية البعيدة عن المهاترات والمؤامرات التي تحاك في كرتنا المحلية. أما المحترفون في مجال الرياضة وأقصد بهم المسؤولين بالاتحاد والأندية واللاعبون والحكام وغيرهم فأنهم الأهم برصد كل كبيرة وصغيرة في البطولة الكبرى من أجل محاكاة ما يحدث في هذا المحفل الكبير والتخلص من كل السلبيات التي نعيشها يوميا. على هؤلاء المتواجدون في مواقع المسئولية أن يدركوا تماما أن متابعة البطولة عن بعد لا يجب أن يمر مرور الكرام، لأننا امام فرصة لمتابعة كل الجوانب المحيطة بالكرة بشكل دقيق حتى نقلد كل شيء إيجابي في بطولاتنا المحلية حتى نصل أو على الأقل نقترب من تلك الكرة الاحتراقية. وبالتأكيد عندما نتحدث عن كأس الأمم الأوروبية فإننا نتحدث عن أعلى مستوى في العالم في بطولة يعتبرها البعض أقوى بطولة على وجه الأرض حتى من كأس العالم نفسها، لأنها تضم أكبر المدارس الكروية. على مسؤولينا الأفاضل أن يشاهدوا روعة الملاعب ليس على الرقعة الخضراء وإنما خارجها لأنها تكمل الصورة البراقة لكرة القدم. ثم النقطة الثانية وهي الحضور الجماهيري حتى ولو جزئي من أجل إعادة الحيوية للملاعب وقد شاهدنا بعض الأطفال الرضع يحضرون مباراة الافتتاح لأنهم في أوروبا أدركوا أن وضعية الملاعب الخاوية لا يمكن أن تستمر أكثر من عام، ففكروا في إيجاد الحلول بكل جدية من أجل عودة كرة القدم الحقيقية. ولن انسى في هذا الصدد تصريحا لجوارديولا المدير الفني لمانشستر سيتي خلال الموسم الماضي عندما قال: "أتمنى أن تنتهي سريعا تلك الرياضة الغريبة عنا والتي تلعب في بيوت الأشباح لتعود كرة القدم التي نعرفها"، ويقصد هنا أن ما يتم لعبه بدون الجماهير هو ليس كرة القدم. هم فكروا في عودة الجماهير بعد عام واحد ونحن لا زلنا نعيش في المشكلة منذ 10 سنوات دون حلول. يجب علينا أن نشاهد كيف يتعامل اللاعبون مع قرارات الحكام بكل سلاسة، في الوقت الذي يأتي فيه كل قرار للحكم عندنا بمشكلة وتثار حوله الشبهات. على اتحاد الكرة أن يشاهد كيف تدار المسابقات بقرارات حاسمة لا تقبل التأويل، لأن مشكلتنا المزمنة هي عدم القدرة على اتخاذ القرارات الحازمة. لا تجعلوا "اليورو" يمر عليكم مرور الكرام وانبحثوا عن كل النقاط الإيجابية لتتعلموا منها، فإما أن نتطور لنقترب من هذا المستوى، أو سنبقى محلك سر لنتابع فقط عن بعد ما يفعله الآخرون في أوروبا والعالم . adwar10@hotmail.com