حتي لا ننسي.. القدس وفلسطين..قضية العرب الأولي!!.
في خضم الأحداث المتلاحقة والمتغيرات الدولية والإقليمية،ما أخشاه أن ننسي أو نتناسي القدس وفلسطين.. قضية العرب الأولي. ولاتبرح ولا تتوقف إسرائيل عن مواصلة حماقاتها واقتناص كل الفرص لبسط نفوذها علي أرض ومقدرات وتوظيف كافة صراعات المنطقة ، لتعزيز تواجدها وسيطرتها علي الأراضي العربية بفلسطين الحبيبة، سواء بإقامة مستوطنات جديدة وتبوير مزراع الفلسطينيين أو التهجير القسري وهدم بيوت من له علاقة من قريب أو بعيد بكلمة مقاومة. كما انتهزت فرصة انشغال العرب بصراعاتهم وبمحاربة انتشار وباء كورونا ، وقامت بإعادة تخطيط العديد من المدن والقري الفلسطينية، ومصادرة آلاف الدونمات المزروعة لصالحها. وفي كل رمضان من كل عام يتحرك أوغاد العصر لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة ، وبطبيعة الحال ينال أهل غزة والضفة ما ينالهم من القصف والتنكيل. ويبقي شموخ أهل فلسطين وصمودهم ، وصبرهم علي حماقات الصهاينة نموذجا لا مثيل، للعزة والشرف والفداء. ومن وقت لأخر تسابق إسرائيل الزمن لتغيير خريطة وجغرافيا وديمجرافيا القدس ،تمهيدا لإعلانها عاصمة أبدية لبني صهيون، ونسف فكرة إقامة دولة فلسطين علي حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية. وحتي لا ننسي، ستظل القدس وفلسطين قضيتنا الأولي ، ورمز الصمود والكرامة ويجب أن يتنبه ما بقي من عرب لما يحاك لهم من مخططات لنشر الفوضي الخلاقة وفقا لمخطط الشرق الأوسط الجديد ،وبدت بوادره بسقوط وتدمير مقدرات سوريا والعراق واليمن وليبيا وفصل جنوب السودان، ثم المساعي المحمومة للتضييق علي مصر والسودان وتجفيف منابع الحياة، ودعم أديس أبابا ماديا ومعنويا لإنجاز سد النهضة. وأيضا بث الفرقة بين القاهرة ، باعتبارها الشقيقة الكبري ودول الخليج ، سواء بالتطبيع الخفي أو المباشر ، أو الضغط لتجنب اتخاذ مواقف داعمة وقوية لمصر والسودان ومساندة حقهم التاريخي في مياه النيل. وفي هذا السياق اعربت وزارة الخارجية المصرية، عن بالغ إدانتها واستنكارها لقيام السلطات الاسرائيلية باقتحام المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المقدسيين والمُصلين الفلسطينيين، مؤكدةً ضرورة تحمُل السلطات الإسرائيلية لمسئوليتها وفق قواعد القانون الدولي لتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين وحقهم في ممارسة الشعائر الدينية، وكذلك وقف أي ممارسات تنتهك حُرمة المسجد الأقصى المبارك وشهر رمضان المُعظّم، أو الهوية العربية الإسلامية والمسيحية لمدينة القدس ومقدساتها وتغيّر من الوضع التاريخي والقانوني القائم. وأكدت مصر والسعودية وعدد من الدولة العربية، على الرفض الكامل لأي ممارسات غير قانونية تستهدف النيل من الحقوق المشروعة والثابتة للشعب الفسطيني الشقيق، لا سيما تلك المتعلقة باستمرار سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية من خلال بناء مستوطنات جديدة أو توسيع القائم منها أو مصادرة الأراضي أو تهجير الفلسطينيين، لما تمثله من انتهاك للقانون الدولي، وتقويض لفرص التوصل إلى حل الدولتين، وتهديد لركائز الأمن والاستقرار في المنطقة. كما أدان العرب ، المساعي الحالية لتهجير عائلات فلسطينية من منازلهم في حي "الشيخ جراح" بالقدس الشرقية، والتي تمثل انتهاكاً لمقررات الشرعية الدولية والقانون الدولي الانساني واستمرارًا لسياسة التهجير القسري للفلسطينيين. ولكن أتصور أن لغة الرفض والإستنكار والإدانة لن تجدي نفعا، فقد أصبحت لغة تقليدية ومستهجنة لدي الشعوب العربية الحرة، ولا يتبعها أية إجراءات أو قرارات فاعلة ،بل بالعكس ربما تنتج مزيدا من تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وكالعادة الجامعة العربية الديكورية المتعثره ، لا تحرك ساكنا ولا تسكن متحركا ، ولا تملك إلا الشجب والإدانة ،وستظل القدس في القلب ما حيينا.