الحرب المنتظره بين امريكا والصين
في استراليا هناك رئيس الوزراء السابق ورئيس الوزراء الحالي كلاهما متوافق ان الحرب بين الصين وامريكا على وشك الاندلاع. كان في الاول التكهن بانها غالباً ستندلع في خلال السنتين القادمتين، ثم زاد اليقين بانها فعلاً ستندلع وقد تكون في غصون السنة، والان يقولان انها على وشك الاندلاع. ما الذي تغير ليؤكد ذلك؟
الكثير جداً قد تغير واكبر تغيير حدث في امريكا نفسها. تحديد الصهيوماسونية لعشرينيات هذا القرن للقيام بالتغيير الاكبر نحو هدم النظام الغربي لإعادة بنائه ليكون اقرب الى النظام الشرقي في النظام العالمي الجديد هو العامل الاكبر الذي يرجح هذه الحرب. وقد يبدو ذلك تضارب فكيف يريدون هدم نظامهم الحالى ويقومون بمحاربة النظام الذي يودون التحول اليه؟ لا تضارب هنا اطلاقاً. يريدون تطبيق هذا النظام لكن بطريقتهم وليس بطريقة الصين. ولذا لابد من إضعاف البلد ولكن الابقاء على منظومة الحكم والمنظومة الاجتماعية والاهم المنظومة الاقتصادية.
وهناك عوامل اخري تتعلق بالاشخاص. فترامب الان في وضع صعب جداً من الانتخابات القادمة ولابد ان يجد "مفاجأة اكتوبر" التي دائماً ما يقوم بها احد الاحزاب لاستمالة الرأي العام للتصويت له قبل انتخابات نوفمبر. ولذا نجد ترامب الان يخطط بأنه هو رجل السلام الذي ابرم اتفاق التطبيع بين الامارات واسرائيل والذي قام بحل مشكلة ليبيا التي دامت ثماني سنوات، ويعمل جاهداً على إعادة الجنود الامريكيين الى وطنهم من افغانستان والعراق ، ويحاول جاهداً للتجارة مع الصين كي يدمجها في المجتمع الدولي ولا تبقى - حسب قوله - دولة شاردة لا تطبق القانون الدولي. وطبعاً هذا سلاح ذو حدين. لان العالم كله يرى القانون الدولي ويرى من الذي لا يطبقه. ولكن للاسف حتى الان امريكا تتجاهل هذا الوضع وتعتقد انها لمجرد القول ان الصين هى التي تخترق القانون الدولي سيصدقها العالم مثل ما كان يصدق قبل السوشال ميديا التي كشفت كل اكاذيب الاعلام المؤسسي الامريكي.
بدأت الجولة الاخيرة من التحرشات بين امريكا والصين بإعلان امريكا عقوبات اقتصادية على ٢٤ كيان صيني على انها تتعارض مع القانون الدولي لانها تساعد الصين في بناء وتجهيز الجزر التي استحدثتها الصين في جنوب بحر الصين، والتي لا تقبلها امريكا على انها جزء من المياة الاقتصادية الخاصة بالصين. ومنذ بدات الصين منذ عدة سنين في تجهيز هذه الجزر كقواعد حربية لحماية حدودها وامريكا تقوم بمحاربة ذلك.
https://www.facebook.com/595508961/posts/10158076130138962/
وهذا بدا مع اوباما الذي تبنى سياسة معادية تماماً لما تفعله الصين في بحر الصين الجنوبي، بحيث غير التواجد الامريكي واعطى ثقل اكبر للاساطيل الحربية الامريكية في المحيط الهادئ وبدأ سياسة السيطرة الكاملة على هذا المحيط من الشاطئ الغربي لامريكا حتى الشاطئ الشرقي للصين. وطبعاً هذا استفز الصين لانه تعدي سافر على سيادتها على مياهها الاقتصادية. فتجاهلت هذا التغير في العلاقة مع امريكا وامضت في خططها لتجهيز هذه الجزر كقواعد عسكرية تحسباً لليوم الذي تهجم فيه امريكا عليها. وطوال هذه الاعوام وتقوم امريكا بمناوشات من كل نوع في هذه المنطقة. تارة تخترق طائراتها المجال الجوي الصيني لتتجسس على ما تقوم به الصين، فترسل الصين طائراتها الحربية لترافق الطائرات الامريكية خارج المجال، وتارة ترسل امريكا سفنها الحربية في هذا المجال بالقول انها تؤكد على سلامة الملاحة الدولية، وتقوم الصين بتحذيرها بالخروج من مجالها الاقليمي وترسل السفن الحربية لمرافقتها خارج المجال. ولا يخلو الامر من بعض المخاطر عندما يكون الاحتكاك قريب بهذا الشكل. وفي هذا الاطار قام مارك إسپر وزير الدفاع الامريكي بالتصريح مؤخراً في هاواي حيث اجرت امريكا وحلفائها اكبر مناورات حربية ، بان مسؤلية القيادة في المحيط الهادئ هى لامريكا وانها "لن تتخلى عن شبر واحد منه" وانه على الصين "احترام النظام الدولي القائم على القواعد" حتى - على حسب تعبيره - مع حنث بكين مراراً بوعودها وسعيها الى تحديث عسكري واسع النطاق. ويعتبر إسپر ان تحديث الصين لجيشها هو استفزاز لامريكا وان هذا السلوك ينطبق على ما تقوم به الصين من تجهيزات عسكرية في بحر الصين الجنوبي والشرقي وعلى الجزر الواقعة في مياهها الاقتصادية. ومع محاولات امريكا ردع الصين لكنها تحاول ايضاً "أن تستمر في العمل مع الصين لإعادتها إلى مسار أكثر انسجاما مع النظام القائم على القواعد الدولية".
https://www.facebook.com/595508961/posts/10158074347053962/
وفي رد الصين على ذلك قالت ان هناك عدد من السياسيين الامريكيين يدمرون العلاقات الصينية الامريكية قبل الانتخابات في نوفمبر لمصلحتهم الشخصية بمحاولة خلق مواجهات عسكرية وهذا يعرض حياة الضباط من الجانبين على خط المواجهة للخطر. وان الصين لا تخشي الاستفزاز والضغط من امريكا وسوف تدافع عن نفسها بحزم ولا تسمح لامريكا افتعال المشاكل وتأمل الصين "ان تتبنى امريكا رؤية استراتيجية عن حق ، بالنسبة لتطور الصين ، بمنظور عقلاني وتترك مستنقع التخوفات والتشابكات".
https://www.facebook.com/595508961/posts/10158074468943962/
وتقوم الصين بمناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي تستخدم فيها القليل من الاسلحة الجديده ولكن الكثير من الاسلحة التقليدية. واعرب رئيس تايوان عن تخوفه من وقوع حادث غير مقصود يؤدي الى مواجهة عسكرية بين الطرفين.
وقامت الصين باطلاق اربع صواريخ باليستية في اثناء هذه المناورة ، وفي الفيلم الذي صورته لهذه المناورات كنوع من الاعلان عن مدى قوة الصين العسكرية قالت ان هذه الصواريخ تعتبر تحذيراً لامريكا ان الصين لديها القوة التي تدافع عن نفسها بها.
https://www.facebook.com/595508961/posts/10158075294303962/
ولكن التحذير الاقوي قد يكون في التعليق ان الصين اعتمدت في هذه المناورة على الأسلحة التقليدية ولم تستخدم اي من اسلحتها الحديثة. ومن المفهوم ان هذا تهديد مستتر لامريكا انه في جعبتها ما هو اكثر من ذلك بكثير. وهذا بطبيعة الحال يزيد من التوتر في هذه المنطقة وخصوصاً ان وزير الدفاع الامريكي على وشك القيام بجولة للشرق الاقصى. وقد اعترض البنتاجون على اطلاق الصين للصواريخ الباليستية في هذه المناورة التي من المقرر ان تنتهي اليوم ٢٩ اغسطس.
https://www.facebook.com/595508961/posts/10158075301463962/
وفي عرف امريكا قيام الصين بمناورات عسكرية في بحر الصين الجنوبي استفزاز قوي لامريكا وخرق لاتفاقات المحافظة على امن واستقرار المنطقة. وبذلك نرى ان امريكا مازالت تتعامل من منطلق ان القانون هو ما تمليه هى على العالم، حتى ان الصين لا يحق لها القيام بمناورات عسكرية في محيطها وعلى حدودها. ويبدو ان الفيلم الوثائقي عن هذه المناورات الذي بثته الصين قد ازعج امريكا فعلاً خصوصاً لمعرفة نيتها الدخول في حرب في اكتوبر كأدة لمساعدة ترامب على الفوز. وقد يكون هذا الفيلم الرادع الذي تقوم به الصين لإنهاء هذه الفكرة لدي امريكا من الهجوم عليها.