السفير مسلم البوسعد: السعودية تبذل جهودا ضخمة لمواجهة كورونا
سعدت بتكريمي من الاتحاد الدولي لرجال الأعمال
أشكر الملك سلمان والأمير محمد لمساعدتهم ودعمهم لي
الدول مشغولة الآن بمواجهة كورونا
السعودية تبذل جهودا ضخمة لمواجهة كورونا
أعمالنا تسير مع كورونا ولكن بضوابط
العملات والذهب أفضل استثمار في زمن كورونا
سيتغير الاقتصاد العالمي بعد أزمة كورونا
عبر السفير المستشار الدكتور مسلم بن أحمد البوسعد سفير الاستثمار والتعاون الدولي والممثل الرسمي للقطاع الخاص السعودي في مصر والشرق الأوسط وشمال أفريقيا،عن سعادته البالغة لتكريمه من قبل الاتحاد الدولي لرجال الأعمال والمستثمرين،
مؤكدا أن الذي ساعده ودعمه للحصول علي هذا التكريم لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اّل سعود، وإلى ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اّل سعود.
وأضاف سيادة السفيرخلال حواره لـ"القرار العربي"عبر تقنية التواصل عن بعد، أن مصر ستصبح سادس دولة علي مستوي العالم خلال العشر سنوات المقبلة وفقا لدراسة أمريكية، لافتا إلي أن هناك دولا ستخرج متعافية اقتصاديا بعد أزمة كورونا لأنها لديها بنية تحتية سليمية.
وأشار السفير مسلم إلي أن الوضع الاقتصادي سيتغير بعد أزمة كورونا جذريا، موضحا إلي أن السعودية تبذل قصاري جهدها لمواجهة كورونا.. وإلي نص الحوار..
في البداية سيادة المستشار.. كيف استقبلت خبر تكريمك من قبل الاتحاد الدولي لرجال الأعمال والمستثمرين ؟
في الحقيقة لم أتوقع هذا التكريم في ظل هذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم بسبب جائحة"كورونا"، لذلك سعدت جدا بهذا التكريم، وأتوجه بجزيل الشكر لاتحاد الدولي علي هذه الثقة والتقدير.
هل تسبب حظر فيروس"كورونا" في تعطيل أعمالك؟
بالطبع لا، ولكن هناك ضوابط شديدة جدا للعمل، حيث يتم عبر تقنية التواصل عن بعد، من اجتماعات واعداد الأوراق وتقارير ومتابعة أعمال الشركات والمنظمات والجهات الحكومية كلها عبر البث المباشر .
هناك آراء تؤكد تغيير وضع الاقتصاد العالم بعد أزمة كورونا.. هل تتفق ام تختلف مع ذلك؟ ولماذا ؟
العالم سوف يختلف أثناء هذه الأزمة وما بعدها، ويشهد واقعًا جديدًا، ولو سنتكلم في حدود الذي نعرفه اليوم والبعد الاقتصادي، لابد أن لا يشغلنا عن البعد الصحي والاجتماعي لأنها أكبر كارثة إنسانية، ولو سنتكلم عن الاقتصاد سنتكلم عن معضله لم تشهدها الدول التي شهدت حروب أهلية طاحنة، بمعنى أنه وانت خارج للعمل من المنزل الصباح يكون لديك تعارض بين الحفاظ على الحياة والحفاظ على المعيشة فى الأمور العادية لا يكون تناقض بين الاثنين.
ولكن الآن أصبح هذا التناقض موجود والحل الحاسم في هذا الأمر هو اتباع الارشادات الظاهرة من الصحة العالمية والتي تطبقها الدول وفقا لاختبارات الصحة لديها ،وليس هناك مجال أن ندخل في هذا التناقض الغير مبرر، ولكن بالنسبة لي كان قبل قليل هناك في تحديد أرقام على مستوى العالم، وأننا حاليا نعيش ركود غير مسبوق منذ وقت الكساد الدولي الذي سبق الحرب العالمية الثانية، والعالم لم يشهد هذه المرة من الركود الذي نحن فيه، بمعنى أن هناك تراجع شديد في الشرق الأوسط في معدلات النمو تصل إلى معدلات سلبية على مستوى العالم إذ كان متوقع له أن ينمو 2.5 % وهذا رقم هزيل ونحن لم نكن راضيين عنه ،والآن التوقعات تتكلم عن هذه السنه الميلادية أن التراجع سوف يكون في حدود ( 2% - 2.5 % ) بالسالب والدول مثل الولايات المتحدة واليابان التراجع سيكون بين ( 2.5 – 3.5 %) بالسالب.
أما أوروبا سيكون التراجع الاقتصادي فيها 5% بالسالب، وأما الصين سيكون ( 1% - 3% ) بالسالب والدول الأخرى التوقعات تكون فيها صعبه لأنه مثلا مصر هناك سنه ماليه وعادة تكون أول 6 او 7 شهور من السنة المالية جيده جدًا لكن للأسف الثلاث والأربع شهور هذه ليست جيده، ويجب مراجعة معدلات النمو للسنة المالية ولكن السنة الميلادية لو سنأخذ بحسابها المفروض النقص منها 50 % إلى 60 % على الأقل لمعدلات النمو على متوسط الدول النامية.
وبالطبع، البعد الاقتصادي سيكون له تأثير على دخول الأفراد فلو أخذنا الدخل القومي للدولة على الأفراد سيكون متوسط الدخل فيها متراجع وسيكون سالب في النمو على مستوى 170 دوله فيها سيتأثر دخول الأفراد، وهذا التراجع وفقا لما أعلنته سابقا مديرة الصندوق الدولي كريستين لاغارد، عن حجم الأزمة، وأن توقعات الصندوق الدولي قبل الأزمه تقول بأن عشر دول فقط هي التي ستعاني من هذا التراجع السلبي فالآن اصبح هناك 170 دولة ستعاني من هذا الوضع.
من وجهة نظرك.. ما هي الآثار الاقتصادية المترتبة علي أزمة كورونا ؟
لم نصل إلي الآن لآثار كورونا، ولكن سندرك هذه الآثار بعد الأزمة ومن وجهة نظري تتمثل في عدة أمور:
1- آثار سلاسل الأمداد، بمعني أن العالم أجمع سيتجه إلى ما يشبه العولمة وفتح الأسواق، وبالتالي ستكمن في الشركات وتعدد الجنسيات، والشركات يوجد لديها 20 مصنع في أنحاء العالم مصنع في الصين، وكوريا، وتايوان، وجميعها بعد ذلك تنزل في خط إنتاج في مكان آخر أكبر مثل شركة آبل .
2-تغيير وإعادة تهيئه بيئة العمل داخل الشركات والمصانع : والمقصود بها أن اليوم ليس من المعقول أن الشركات لا تغير هيئة المكاتب وخطوط الإنتاج والمصانع .
3- الاهتمام بتطوير الأنظمة الخاصة بالتعليم عن بعد أو العمل عن بعد :
في ظل هذه الأزمة أدركت أغلب وزارات التعليم والحكومات أهميه تأسيس بنية تحتية للتعليم والعمل عن بعد .
4- زيادة الاهتمام بالأدخار :
نحن اليوم بعد وجود مشاكل وتعطل كثير من التجار وريادي الأعمال وإلغاء كثير من الوظائف اصبح هناك انخفاض أو انقطاع في الدخل، بالتالي لو كان الشخص عنده مدخرات موجودة لكان له الحماية في هذه الفترة التي انقطع فيها عن العمل أو ينقطع فيها التاجر عن العمل .
5-تقليل أو تأخر لتطبيق خطط التنمية :
نحن نعلم أن كثير من دول العالم مثل السعودية لديها رؤيه ،2030 ولدى الكثير من دول العالم خطط تنموية في البلد، هذه الخطط سوف تتعرض إلى التوقف أو تقليل أو تأخير البرنامج الزمني لها .
6- ارتفاع كبير جدًا في الديون السيادية حول العالم :
والمقصود بالديون السيادية: ديون الدول فلماذا سيكون هناك ارتفاع ؟ لأن مكافحة كورونا إضافة إلي دعم الاقتصاد والشركات في القطاع الخاص يتطلب تمويلات عالية للغاية، وبالتالي سيكون هناك اقتراض لكل دول العالم .
7-ارتفاع البطالة :
بسبب تعثر كثير من الشركات وبسبب المشاكل التي حصلت في المبيعات، أعلنت الكثير من الشركات حول العالم عن تقليل عدد الموظفين، أو الاستغناء عن عدد كبير منها .
8-سوف يكون تركيز الشركات على المرونة بدل الكفاءة :
اليوم في هذا الوقت اثبتت الشركات التي لديها مرونة في نماذج أعمالها أنها تستطيع أن تحول العمل الميداني إلى عمل عن بعد وتغير من نماذج عملها، وإنها تتكيف وتستطيع أن تحقق مبيعات في ظل هذه المشاكل أكثر من الشركات التي لديها فاعلية لكن لا تستطيع أن تبيع، وبالتالي سيكون هناك تركيز فيما بعد عن كيفية تغيير الشركات لنماذج أعمالها، وأن تكون أكثر مرونة في الظروف الاستثنائية .
9- زياده حالات الافلاس لدى الشركات :
مع التعثر، وأن هناك الكثير من الشركات التي لا يوجد عندها نقدًا أساسًا، ولا ستطيع أن تبيع، فكثير من الشركات مبيعاتها ستكون صفر مثل خطوط الطيران والنوادي الرياضية وغيرها من الأنشطة، بالتالي الضعيف من هذه الأنشطة والشركات سوف يعلن إفلاسه، ومن المتوقع أنه سوف يتم إعلان كثير من حالات الافلاس.
ومن وجهة نظري الآن، في أمريكا وغيرها شركات أعلنت افلاسها ولابد أن نفهم أن الافلاس لا يعني الانتهاء والخروج من السوق، فهناك نوعين من الافلاس: النوع الأول: افلاس للحماية من الدائنين والتنظيم المالي في الشركات فبالتالي تستطيع أن تعمل و تكمل، وهذه اجراءات حماية من الدائنين فهذا يعني أنها ستستمر والنوع الآخر الشركات التي ستعلن افلاسها نهائيًا .
10- تغيير القناعات في كثير من المستثمرين حول بعض القطاعات التي يعتقدون أنها مستثناه وبعيدة عن المشاكل والأزمات .
برأيك.. ما هي الدول التي ستصعد اقتصاديا والتي ستستفيد من هذه الأزمة وتخرج قوية بعد كورونا؟
الدول المتماسكة ذات الأسس المتينة، والتي تحترام قواعد القانون ولا تعاني من صراعات ومنازعات، وعندها استعدادات أن تدخل في المجالات الجديدة والحركة في المستقبل .
يقال أن مصر ستصبح الاقتصاد السادس في العالم بعد عشر سنوات.. ما تعليقك؟
أؤيد هذا الكلام، وذلك بناء على دراسة أمريكية أجريت في عام 2030 ، سيكون الاقتصاد الأكبر في العالم هو الصين ويضعف الاقتصاد الأمريكي والهند ستصبح الاقتصاد الثاني في العالم يليها الاقتصاد الثالث امريكا، ودول كثيرة منها روسيا ستحتل المركز الرابع وإندونيسيا ستكون الدولة الخامسة في التصاعد في اقتصاد العالم بالتالي ستكون مصر الاقتصاد السادس في العالم بسبب حجم قوتها .
فـ مصر اليوم انتاج النمو الاقتصادي بها يصل إلى 8% ، وهذا الأعلى في العالم بينما الصين انخفض إنتاجها في النمو من 8% إلى 6%، فمصر والصين تنفردان بنمو انتاجها الاقتصادي، ويرجع ذلك إلي تعداد سكانها الكبير، واستثمارها في البيئة التحتية لبناء الثروة .
فركزت مصر على بناء بنية تحتية وانتاج الثروة، لذلك نجد المواطن المصري ليس كثير الفرح لأنه لا يرى الأثر عليه، وفي مصر مثلا ليس هناك توعية كافية في الإعلام ، إن ما نستثمره الآن هو لابنك ولحفيدك في المستقبل ولبقية أجيال المستقبل . بالإضافة إلى أن الحياة فيها أربعة أشياء لا تتوقف وهي: الأكل والأدوية والتعليم وأدوات التقنية فهذه أشياء أصبحت ضرورية وأساسية في الحياة.
من وجهة نظرك.. ماهو أفضل استثمار في زمن كورونا؟
أري أن سوق الأسهم، وسوق العملات الرقمية، والملاذات الآمنة وهي السندات والذهب، والعملات الآمنة و هي الين الياباني، الفرنك السويسري، الدولارالأمريكي هو أفضل استثمار في زمن كورونا.
المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.. هل سيكون هناك تغيير يطرأ عليها بعد أزمة كورونا ؟
المنظمات الدولية مثلها مثل نظم كثيره إقليمية، فجميع الدول الآن مشغولة في محاولة التصدي للأزمة، وفي نفس الوقت في إثبات جدارتها بما هو ممنوح لها من اعتبارات وقدرات وسلطات، وبالتالي هي في مرحلة اختبار في هذه اللحظة وفي كيانات جديدة تطلع على شكل مؤسسات مالية جديدة ممكن أن تسهم في هذا العالم الجديد .
ولكن نحن لسنا في وضع مماثل لما نحن عليه في التسعينات انه هناك مؤسستين او ثلاثة هم الذين سينظر لهم و لكن في تشكيله من المؤسسات والمنظمات هي الى الان في محل الاختبار لجدارتها ، وفي مراجعات مع الوقت عن مدى أهلية وكفاءة هذه المؤسسات والمنظمات وما يجب ان يطرأ عليها من تغيير من المتوقع أن تكون هناك مراجعات للمنظمات الدولية الفترة المقبلة .
وفي نهاية الحوار، قال السفير المستشار مسلم بن أحمد البوسعد:" أتقدم بالشكر والتقدير والدعاء بعد شكر الله جل في علاه للقادة لدعمهم اللامحدود لي لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز اّل سعود، وإلى سيدي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اّل سعود وإلى فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي وفقهم الله وأعانهم وحفظهم ورعاهم".