حميات بورسعيد .. مستشفى بلا إمكانيات تتحمل عبء التصدي لوباء كورونا
الأحد 22 مارس, 2020
تعد مستشفى حميات بورسعيد من اعرق المؤسسات الطبية لما لها من تاريخ طويل في مكافحة الامراض المزمنة، لذلك لم يكن من الغريب ان يكون لها دورى ريادى في ازمة فيروس كرونا المستجد، حتى اصبح الجميع يطلق عليها خط الدفاع الأول للتصدى لهذا الوباء، وحاليا ..هى الجهة الوحيدة هنا التي عليها استقبال جميع حالات الاشباه بالفيروس والتعامل معها لحين اثبات سلبيتها او ايجابيتها، وبحكم هذا التكليف الخطير باتت هي المكان الوحيد في بورسعيد المنوط به عمل pcr الخاص بحالات الاشباه التي تتلقاها على مدار اليوم..
ما سبق ليس بغريب ، ولكن الامر المحير فعليا هو حالة التجاهل والضبابية التي تبديها وزارة الصحة لمستشفى الحميات التي بدأت عندما قامت الوزارة بتطبيق نظام التأمين الصحي الشامل في ٧ / ٢٠١٩ ، وبدون اى مبررات حقيقية تم استثناء مستشفي الحميات والصدر من هذا النظام وكانت الحجة التي تم تسويقها في ذلك الوقت انه لم يعد هناك مستشفيات للحميات على مستوى العالم!! ومع هذا الاستثناء بدأت كل مظاهر التجاهل والإهمال من جانب وزارة الصحة لتلك المستشفى حتى تركت دون اى تطوير او تحديث لفترات طويلة حتى انه لم يعد يتم وضعها على جداول زيارات المسئولين او إجراءات التفتيش.. هنا نترك لكم تصور حجم الفوضى التي يمكن ان تصيب هذا المكان خاصة اذا كانت الوزارة نفسها هي من رفعت شعار الإهمال في مواجهة هذا الصرح الطبي العريق. ويكفى ان تعلم انه لم يعد يطبق عليها نظام الجودة المعمول به في جميع المستشفيات الأخرى.
فى ظل هذا الإهمال تقرر نفس الوزارة ان تتحمل المستشفى والقائمين عليها المسئولية في لعب دور حائط الصد الأول لوباء كورونا المستجد..الذى يعد من اخطر واسرع الأوبئة انتشار على مستوى العالم ، وهو يحتاج الى رعاية ونظافة وتطهير بشكل خاص ومكلف لا يتوفر بالطبع في المستشفى!
من قبل الدخول الى البوابة الرئيسية للمستشفى ، يمكنك ببساطة ان تتوقع ما الذى ستشاهده ، لا تجد من يستوقفك ، القطط هنا تعد من سكان المستشفى فهى في كل مكان وبكل الاشكال وتعيش في عائلات.
لان المستشفى تم تجاهله لفترات طويلة ، فلا يوجد به اى اسانسيرات التي تعد من الاساسيات في اى مؤسسة طبية، ولن تستغرب اذا وجدت الممرضين وهم يحملون المريض " مرابعة" لنقله الى غرفة المرضى. بالمناسبة هذا المريض هو نفسه يمكن ان يكون مصاب بالفيروس كورونا. ناهيك عن اماكنية تعرضه هو او من يحمله لخطر السقوط !
بالطبع يمكن ان تلاحظ بكل بساطة عدم وجود فرد امن في اى مكان ، والوضع اشبه بسوق مفتوح .. الكل يسعى على حاله المرضى يدخلون ويخرجون في كل مكان ، حتى فكرة وجود شركة مسئولة عن التطهير والتعقيم غير مطروحة ، وكل ما يحدث هي محاولات واحتهادات فردية من جانب العاملين في المستشفى لتطهير المكان على الأقل لحماية انفسهم واسرهم الخاصة بدلا من ان يصبحوا ناقلى عدوى لذويهم.
الامر يحتاج الى سرعة في اتخاذ القرار المناسب بحجم مستشفى منوط بها ان تكون حائط الصد الأولى لوباء معروف عنه سرعه الانتشار..